You are here
مشروع إيبيساوث
إن المخاطر التي تهدد الصحة لا تحترم الحدود السياسية. ولذا فتجنب أو احتواء انتشار هذه المخاطر عن طريق التحصين يُعد ممكناً في حالة بعض الأمراض المعدية فقط، ولكن فيما يتعلق بالعديد من الأمراض المعدية/السارية الأخرى وبالمخاطر الكيميائية أو البيئية، تعد المراقبة، ونظام الإنذار المبكر، والبحث والتحقق النشط من المعلومات غير الرسمية، الأدوات الوحيدة المتاحة في الوقت الحاضر أمام العاملين في مجال الصحة العمومية. كذلك، فمن أجل ترجمة البيانات إلى إجراءات مناسبة، يُعد الاكتشاف المبكر للحالات، ونشر المعلومات، وبناء القدرات، والاستجابة المتسقة والفورية عبر الحدود، ضرورياً لضمان الإدارة الفعالة للحدث.
وفي ظل ما تشهده البيئة من زيادة مستمرة في انتقال البضائع والأشخاص، يتنامى أيضاً تهديد المخاطر العالمية في المجال البيولوجي. وينبغي على الدول، لكي تحقق مهامها في مجال الصحة العمومية، ليس فقط أن تمارس الرقابة المستمرة على صحة سكانها، وإنما أيضاً أن توسع قدراتها على التعرف على المخاطر الصحية التي تنشأ على الصعيد الدولي والتي قد تؤثر على سكانها.
ومن بين الملامح المشتركة لبلدان إقليم المتوسط، امتلاكها لحدود بحرية مشتركة في النظام الإيكولوجي المُميَّز للبحر المتوسط. وتكوِّن هذه البلدان معاً نظام هجرة معترف به وتواجه مشكلات الصحة العمومية نفسها.
وتؤثر النهوج والأدوات غير المتسقة، والتعريفات المختلفة للأحداث نفسها، وغياب السياق والمحاولات المناسبة، سلباً على إمكانية تبادل المعرفة والكثير من البيانات/المسائل الحساسة مع البلدان الأخرى بلا تحفظ. وقد يكون لذلك تأثير نهائي على البلدان الأضعف وعلى صحة مواطنيها في المقام الأول.
وقد ثبتت فعالية بناء القدرات الملائمة والتواصل القوي في إيجاد البيئة المواتية والقادرة التي تُعد ضرورية لمواجهة المخاطر العالمية وعبر الإقليمية المُحدَّدة التي قد تؤثر سلباً على الصحة العمومية وعلى الاستقرار في المنطقة.
ومن أجل مواجهة هذه المشكلات المشتركة، صمم الخبراء من كل من بلغاريا واليونان وفرنسا وإيطاليا عام 2004مبادرة تعاونية تغطي إقليم المتوسط وجنوب شرق أوروبا. وسرعان ما انضمت إسبانيا إلى المبادرة، وفي مناسبة عام المتوسط في 2005، تم تقديم المشروع الذي يحمل عنوان "إيبيساوث" إلى المفوضية الأوروبية واختياره للتمويل المشترك.
وتضم شبكة إيبيساوث في الوقت الحاضر مؤسسات الصحة العمومية و/أو وزارات الصحة فيما يزيد عن سبعة وعشرين بلداً (تسعة بلدان من الاتحاد الأوروبي وسبعة عشر بلداً من خارجها، بالإضافة إلى بلد واحد مرشح للانضمام إلى الاتحاد الأووربي) والمؤسسات المشاركة، والتي تولت تحديد مراكز التنسيق وتعيينها. البلدان المشاركة(بالإنكليزية).
لذا فإن شبكة إيبساوث تُعد أعظم الجهود التعاونية المشتركة بين البلدان في إقليم المتوسط، وتمثل تجربة تعاونية فريدة، وتُعد إثباتاً لصحة فكرة أن الشراكات واسعة النطاق بين الدول ممكنة التحقيق في مختلف مجالات مراقبة مخاطر الصحة العمومية.
ورغم أن تحديات الحفاظ على الثقة وتبادل الإشراف والمساءلة في مثل هذه الشبكة الواسعة تبدو واضحة، إلا أن القيمة المضافة لهذه التجربة تستحق بلا شك العناء. وتمثل شبكة إيبيساوث طريقة جديدة لتبادل مراقبة عبء المرض التي تركز على العوامل البيئية والوبائية العمومية وليس على الحدود الإدارية. وقد تجاوزت التوترات السياسية القائمة، وحواجز اللغة والثقافة، وأنشأت قناة تقنية مشتركة تتمتع بالكفاءة اللازمة. وقد أصبحت الآن إطاراً ملموساً يمكن البناء عليه ويقوم في الأساس على احتياجات كل من البلدان وعلى كفاءة وخبرات الشبكة.
وقد أُطلق مشروع إبيسساوث "شبكة مراقبة الأمراض السارية في بلدان جنوب أوروبا وأقليم المتوسط"(2006-2010) رسمياً في 1أكتوبر / تشرين الأول 2006واختتم في 30يونيو / حزيران 2010.
وقد تولت المفوضية الأوروبية (المديرية العامة للصحة وشؤون المستهلكين) تمويل المشروع وساهم في ذلك أيضاً مؤسسات الاتحاد الأوروبي المشاركة. وبفضل الدعم المالي لوزارة الصحة الإيطالية (مشروع EpiMed) والمعونة الأوروبية وتوسع المديرية العامة من خلال مرفق "تبادل المساعدة التقنية والمعلومات"، أتيحت مشاركة البلدان خارج الاتحاد الأوروبي.
ويمثلمشروع إيبيساوث بلاس "شبكة مراقبة مخاطر الصحة العمومية وغيرها من مخاطر الأمن البيولوجي في إقليم المتوسط والبلقان(2010-2013) المرحلة الثانية من أنشطة الشبكة، وقد بدأ في 15أكتوبر / تشرين الأول 2010ومن المتوقع أن يستمر حتى أبريل / نيسان2013.
ويتلقى مشروع إيبيساوث بلاس التمويل من المديرية العامة للصحة وشؤون المستهلكين/الوكالة الأوروبية للصحة والمستهلكين التابعة للاتحاد الأوروبي، ومن المعونة الأوروبية إلى جانب المؤسسات الوطنية المشاركة. كذلك يدعم المشروع كل من وزارة الصحة الإيطالية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض.
وتنطوي المرحلة الجديدة على تحول في أنشطة الشبكة إلى نهج أوسع نطاقاً. ويهدف مشروع إيبيساوث بلاس الجديد إلى المساهمة في مراقبة المخاطر التي تهدد الصحة العمومية وغيرها من مخاطر الأمن البيولوجي في إقليم المتوسط وجنوب شرق أوروبا، وذلك بناءً على معرفة الثغرات والاحتياجات في المنطقة التي تحددت أثناء تنفيذ مشروع إيبيساوث الأولفي مجالات الاستخبارات الوبائية، والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والمهاجرون، والأمراض الحيوانية التي تصيب الإنسان الناشئة عبر الحدود والتدريب.
وإلى جانب حزم العمل الشاملة (أي حزمة العمل 1- التنسيق؛ حزمة العمل 2- النشر؛ حزمة العمل 3- التقييم) تنقسم أنشطة المشروع إلى أربع حزم عمل، ألا وهي:
- تأسيس شبكة مختبرات إقليمية متوسطية لتسهيل الكشف عن المخاطر المشتركة (حزمة العمل 4).
- تعزيز الإجراءات المشتركة للاستعداد العام وإدارة المخاطر القابلين للتشغيل المتبادل بين البلدان المشاركة في الشبكة (حزمة العمل 5).
- تعزيز وظائف الإنذار المبكر في إقليم المتوسط لإتاحة تبادل الإنذارات والاستخبارات الوبائية بين بلدان مشروع إيبيساوث من خلال تطوير قابلية التشغيل المتبادل مع منصات الإنذار المبكر الأخرى، وخاصة النظام الأوروبي للإنذار والاستجابة المبكرة الذي تنص عليه التشريعات الحالية للاتحاد الأوروبي (حزمة العمل 6).
- إعداد وثيقة استراتيجية، تتضمن المبادئ التوجيهية التي تستند إلى التقييمات والمسوحات، والتي تهدف إلى تسهيل تنفيذ اللوائح الصحية الدولية (حزمة العمل 7).